الأربعاء، 21 مارس 2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحب أجمل كلمة في الوجود الكل يتغنى بها ويبحث عنها وفي الغالب باتت الكنز المفقود من وجده كان من أسعد ما يكون ومن حرم منه عاش في هم ونكد
الكل محتاج له الطفل والشاب والكهل والشيخ
لكل نظرته الخاصة ومفهومه للحب وطريقة تعبيره عنه
ونجد أن الشباب من أحرص الناس سعيا وراء الحب وكأنه بات سمة لهم أو حكرا عليهم ودونهم لا يستحقون هذه الكلمة أو لا يعرفون قدرها وواسع مدلولها
فنجد الشاب والشابة يرتمي كل واحد منها في أحضان هذه الكلمة بكل ما أوتي من جوارح وكـأنهما في سكرة وغمرة تجعلهما يهيمان ويتيهان ولا يشعران بالعالم المحيط بهما
َفرَاحَا يرسمان له عدة رسومات حسب فهمهما الضيق لمعنى الحب
جعلوه كلمات معسولة وأغاني ماجنة هتكت فيها العفة وذبح الشرف وتعرت الأخلاق من كسائها الضافي
أشعلا له الشموع وكتبا له رسائل الحب و....
اختارا له أجمل الورود وخصا الأحمر من دون كل الألوان قيل إنها لغة الورود التي لا يفهما إلا العشاق




مواعيد خفية عن أعين الأهل قالوا بأنها رغم المخاطرة فهي أجمل مغامرة
تعاهدا على إبقاء فتيلته متقدة مهما طالت السنين كلما فكرا في خطوة نحو العفاف لاستثمار هذا الحب احتاطا وقالا كلا فلنبقى سويا هكذا دون قيود وأصفاد فالزواج سيقيدنا بل سيقتل الحب بيننا بل هو موت الحب وهناك مقبرته





ولكن هيهات لما يصيفان قمة السذاجة ونقص في كمال العقل والعواطف التي وهبنا الرحمن
أتعيش الورود في المياه العكرة ؟
أينبت الزرع في أرض جدباء؟
أيولد النصر من عزائم خائرة ؟
أيحلق الطير حرا داخل قفص ضيق ؟
أيأتي الربيع شتاءا ؟
أتلد الأسود ضباع ؟؟؟
بل ضاع وتاه من اقتنع بخرافة هي بعيدة عن عين العقل والمنطق وجميل الطباع
فكم للحب من صرعى وقتلى وهذه القصة لهي أكبر بيان لضحاياه


عرف الأصمعي بمهارته وتقدمه في الشعر والنحو وإلمامه بأخبار البلدان فكان كثير الطواف في البوادي فيجمع أخبارها ويقتبس علومها، ويرويها للخلفاء فيجزلوا له العطايا والهدايا، أطلق عليه هارون الرشيد لقب "شيطان الشعر" لمهارته وتميزه فيعرف أسرار اللغة ويجيد أدواتها.

قال عنه الأخفش " ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي"، ومن عشرات الحكايات التي رويت عن الأصمعي نذكر هذه الحكاية المؤلمة لعاشق يتساءل عن العشق وحال العاشق وأدى سؤاله لموته في النهاية:

يحكي الأصمعي أنه بينما كان يسير في بادية الحجاز مر بحجر كتب عليه هذا البيت

أيا معشر العشاق بالله خبروا *** إذا حلَّ عشق بالفتى كيف يصنعُ


فكتبت تحته البيت التالي :

يداري هواه ثم يكتم ســـــــرهُ *** ويخشع في كل الأمــــــــــــــــــور ويخضعُ


يقول الأصمعي ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذ البيت :

وكيف يداري والهوى قاتل الفتى *** وفي كل يوم قلبه يتقطع



فكتبت تحته البيت التالي :


إذا لم يجد صبرا لكتمان سره *** فليس له شي ٌ سوى الموت ينفع


يقو الأصمعي : فعدت في اليوم الثالث ، فوجدت شاب ملقىً تحت ذلك الحجر ميتاً ، ومكتوب تحته هذان البيتان :


سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا * * سلامي إلى من كان بالوصل يقطع هنيئا

لأرباب النعيم نعيمهم * *وللعاشق المسكين ما يتجـــــــــــرع



وقصة هذا العاشق انه أحب فتاة وتعلق بها أشد التعلق وكانت تمر على طريق في البادية لجلب الماء وكانت من أفصح النساء آنذاك وأجملهن وجها وكان هذا العاشق يتبعها حيثما تذهب فكتب لها على الصخرة شعرا لعلها تلمحه وترد عليه بمثله لضلوعها في الشعر
وفعلا كان كلما يعود بعد كتابته لبيت من الشعر يجد إجابة ببيت آخر
ضن المسكين أنها هي من ترد عليه ولكن ما انتبهت لكتابته أصلا و كان الأصمعي هو من يرد ولا حتى بتيهه وهيامه وولهه بها
فمن شدة الوله وسكرة الحب وعماه كان العاشق شديد الطاعة لمعشوقه والنتيجة ما جاءت في خاتمة القصة ..... أن قتله العشق
وكم للحب من قتلى ....وصرعى

ولكن السؤال المطروح هنا هل سمعتم أنا الحب قتل زوج أو زوجة ؟؟؟؟
ربما يقول البعض لا وما سمعنا
لأن فتيلته قد انطفأت وناره خبت ومات الحب بين الأزواج ولم يعد يعرف له طعم ولا لون ولا ريح لأن الحب الحقيقي ما عرف قبل الزواج
ما رأيك أيتها العاقلة ؟؟؟؟

أيهما أصدق الحب قبل الزواج أم بعده ؟؟؟؟

وكيف نجدد الحب ونسقيه في حياتنا الزوجية كي لا يذبل ؟؟؟

هنا دعوة للنقاش هل صحيح أن الزواج مقبرة الحب ؟؟؟؟؟


هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين


بقلم : أم حازم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق