الأربعاء، 21 مارس 2012

الزواج بالغربيات صفقة رابحة أم شهوة طاغية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأقول وبالله التوفيق :

الزواج بالأجنبيات ظاهرة متفشية في كل مجتمعاتنا العربية ولم يسلم منها مجتمع وتزداد انتشارا يوم بعد يوم في أوساط شبابنا
وهنا عندما نقول أجنبية لا نعني من بلد آخر( دولة عربية أخرى ) ولكننا نقصد الزواج بالأجنبيات الكافرات من قلب أوروبا
افتتن شبابنا بالغرب وصارت وجهتم أوروبا لم تعد تهمه طريقة الوصول لها قدر ما تهمه أن يكون على أرضها صارت له جنة وصار متيما بحبها
وزهد في وطنه وأهله ويسعى بأي طريقة للوصول لجنته الزائفة فمن شبابنا من وصل لجزيرة أحلامه ومنهم من صار طعما للقرش في عرض البحر وتبددت كل أحلامه وسط أمواج عاتية
سنتحدث عمن وصل ووطأت أقدامه أرض أحلامه
أول شيء سيبدأ في البحث عن مكان يؤويه بعدها وظيفة يقتات منها لا تهمه الوظيفة والتي كان يرفضها في وطنه اليوم في أوروبا صارت مغنم له وكما يعلم الكل,ليس ذالك بالأمر السهل سيبقى مطارد من طرف هيئات مكافحة الهجرة الغير شرعية
إذا لا بد له من حيل كي يبقى بين أحضان أوروبا وهنا حيلته ووسيلته وثائق رسمية تخول له الوطنية والجنسية ولن يكون له ذالك إلا بعد الزواج بامرأة من أهل البلد لا يهمه سنها ولا لونها ولا أصلها ولا دينها المهم صارت له عملة يتعامل بها وصارت تأشيرته في البلد المهاجر إليه ووثائقه التي تخول له ممارسة مهامه كمواطن



هنا لا بد من توضيح نقطة مهمة جدا :
لكي يسمح له البقاء في البلد المهاجر إليه كما قلنا لا بد له من الزواج من أهل ذالك البلد ثم شرط آخر يجب عليه الإنجاب من الكافرة لتكون كل الصلاحيات مخولة له وأيضا هناك نوع من الزواج
يسمى بالزواج الأبيض معناه :غير رسمي بالفرنسية: mariage
blanc
وهو أن يتفق الشاب مع امرأة حتى ولو كانت عجوز ليتم عقد القرآن فيما بينهما وتمضي هذه المرأة على الوثائق مؤكدة أنها صارت زوجته

هذا أمام القانون أما بينها وبينه يبقى مجرد زواج مصلحة ومؤقت جدا أقصى مدة له خمس شهور حيث يدفع لهذه المرأة مبلغا ماليا متفق عليه بينه وبينها لتكون له وثائق رسمية تسمح له بالمكوث في ذالك البلد بعدها يفترقا
وهناك من لا تفي بالوعد تأخذ منه المال ولا تمضي على الوثائق وتولي هاربة



والحقيقة أن هذا الزواج مرتبط ارتباطًا مباشرًا بظروف الشباب نفسه، فهناك عددٌ منهم يُعجَب بسلوك الفتاة الأجنبية وأسلوب تفكيرها وطريقة حياتها، وهناك عددٌ آخر يُعجَب بجمالها، ويرى أنها قادرةٌ على تحقيق السعادة له والمتعة، وإضافةً إلى ذلك هناك مجموعةٌ أخرى من العوامل تُساعد على ظهور هذا الزواج، وترتبط بالمجتمع، فالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها المجتمع ومشكلة البطالة، وكذلك ارتفاع تكاليف الزواج وإسراف الفتاة وأهلها في طلباتهم من الشباب الراغب في الارتباط، تجعله يهرب من كل ذلك ليرتبط بالفتاة الأجنبية، بصرف النظر عن ديانتها وجنسيتها، معتقدًا أن ذلك هو الحل الأسهلوالأسرع لكل مشاكله!! وهذا الاعتقاد خاطئ،


والشاب حين يقدم على هذا الزواج لا يفكر في: هل يمكن أن تُكتب له الاستمرارية والنجاح؟ وهل يتم على قواعد وأسس دينية واجتماعية وثقافية صحيحة؟!
وهذا لمن يريد الاستمرار في زواجه مع الأجنبية

ومما لا شكَّ فيه أن هذا الزواج تنجم عنه آثارٌ اجتماعيةٌ خطيرةٌ؛حيث يترتب عليه زيادة نسبة العنوسة في المجتمع العربي ، وانتشار أخلاق وعاداتوتقاليد أجنبية بعيدة كل البعد عن طبيعة مجتمعنا الشرقي

نقطة يجب أن نفهما أن الله سبحانه وتعالى أباح الزواج من أهل الكتاب وهم "اليهود والنصارى"، ولكن بشروط: أهمها أن تكون الزوجة الكتابية عفيفةًتصون عِرضَها وشرفَها، وملتزمةً في زيِّها، فالمولى يقول في كتابه الحكيم:(﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِيْنَ اُوتوا الْكِتابَ حِلٌّ لكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ والمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِيْنَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِيْنَ غَيْرَ مُسَافِحِيْنَ وَلاَ مُتَّخِذِيْ أَخْدَان وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيْمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُه وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِيْنَ﴾المائدة الآية 5
وهذا الشرط ينعدم في بنات الغرب حيث لم تعد العفة بالشيء المهم ولا الضروري عندهن
ويجب على الشاب المسلم ألاَّ يقعَ فريسةً لهذا الزواج الذي تسهِّل له الدول الغربية وتشجع عليه، وألا يلجأَ لهذا الزواج إلا عند الضرورة، أو إذا كان يطمع في دخول الأجنبية الإسلام وإصلاح حالها؛ فالإسلام حين أباح الزواج من الكتابيات كان يهدف إلى كسر الحواجز التي قد تعوق دخولهن في الإسلام، فمن خلال الزواج تتوثق الصلات وتتعمق الروابط بين الأفراد؛ مما ينجم عنه إمكانية معرفة حقيقة الدين الإسلامي عن قرب؛ مما قد يؤدي إلى اعتناقهن الإسلام، بل وقد يعتنق أهلهنَّ أيضًا الإسلام.

ومع ذلك فعلى الشاب الذي يُقْدم على الزواج من أجنبية غير مسلمة أن يدرك أنها قد لا تلتزم بالآداب الإسلامية ولا تراعيَ حدوده وهي لن تربيَ أبناءَها على دين الإسلام بل على الدين الذي تعتنقه هي، وهنا ممكن الخطورة؛ حيث ينشأ جيلٌ ممسوخُ الشخصية مسلمٌ قولاً فقط.. بل إنالشاب المسلم ذاته عليه أن يعلم جيدًا أنه لن يجد من تلك الأجنبية الأمن النفسي والاستقرار الذي تمنحه له الزوجة المسلمة عكس ما تصور وعكس ما رسم له في ذهنه من صور جعلته يسبح في عالم ليس بعالمه .
بل سيبقى الشك والتخوف من الخيانة يسيطر على حياته


وهنا سأعطيكن عينة ملتمسة من مجتمعنا بل من أسرتنا:
صبرا على القراءة أخواتي الكريمات أدري أن الموضوع طويل لكن اختصرت فيه قدر المستطاع وأهميته تستدعي ذالك

هاجر إلى النرويج لطلب القوت والعمل هناك وكما قلنا ككل الشباب لم يكن له حل للبقاء في أوروبا إلا الزواج من أهل البلد
والنرويج بلد ليس بالسهل المقام فيه لدقة الإجراءات وصعوبة العيش فيها خاصة وأنها مملكة والديانة الغالبة فيها المسيحية ثم اليهودية وأقلية مسلمة
تزوج بنرويجية بقي معها مدة من الزمن لم يكن ينوي بزواجه منها أن يكون زواج مؤقت بل أراد الاستمرار معها ودعوتها للإسلام
رفضت وأبت الدخول في الإسلام خوفا من أهلها لم يمل الرجل من دعوتها وأصر وأيضا أصرت على البقاء على دين آبائها
إذا لم يرد الإنجاب منها خوفا على أبنائه مستقبلا أما هي كانت مصرة على الإنجاب وبقدر من الله سبحانه وتعالى حملت وأنجبت بنتا
هنا أصيب الرجل بالإحباط لكن رغم هذا أحب الطفلة وتمسك بها وبقي يدعو أمها للإسلام وبقوة رفضت ذالك
إذا الحل هو طلاقها تم الطلاق وتنازل عن حقوقه لها من بيت وسيارة ومبلغا من المال بقيت الطفلة عند أمها لتعتني بها بعد مدة حنّ الرجل لأرض الوطن الجزائر عاد ليعيد تجربة الزواج من امرأة جزائرية


تزوج فتاة من عائلة طيبة محافظة وقبلت الفتاة أن ترعى ابنته
وهكذا توالت الأيام وتكبر الفتاة وبقيت بين أبيها وأمها تسافر للنرويج لرؤية والدتها والبقاء معها لمدة من الزمن الرجل لم يحرم النرويجية من أمومتها بل كان رجلا أمينا يرسل لها ابنتها بعدما خافت أن يهرب بها لوطنه ولا يرجعها لها
كما قلت تكبر الفتاة لتصير شابة يافعة لها مسحة من جمال الأوروبيات
أشبع الوالد ابنته عطفا وحنانا وكان لها الوالد والصديق كسبها وكسب قلبها ليكسبها بالكامل لأنها وصلت لسن يخيرها القانون النرويجي باختيار مع من ستبقى معه والدها أم والدتها


والفتاة اختارت والدها أعجبها الجو الأسري الدافئ في الجزائر أيضا أحسنت زوجة أبيها كسب ودها وأحسنت التعامل معها لم تشعرها أنها زوجة أب بل كانت لها بمثابة الأم
الفتاة لم تكن تعرف العربية فتعلمت وصارت تتقنها صارت تصلي وتصوم وتلبس الحجاب
وهنا سيتكرر السيناريو......
شقيق زوجة أبيها أعجب بالفتاة إعجابا بالغا طلبها من شقيقته
وتوسطت لزوجها بأن يقبل خطبة شقيقها لابنته
قبل وتمت الخطبة يزداد تعلق الشاب بالفتاة ويزيد تيهه وولهه وشغفه بها
الفتاة مازالت تسافر للنرويج لزيارة والدتها لكن .....
هناك يتغير حال الفتاة تخلع الحجاب وتلاقي الشباب وتمرح وتسرح معهم في نواديهم هناك تنسلخ الفتاة من كل شيء كانت متمسكة به بيننا في الجزائر


وصلت أخبارها وانسلاخها عن الأخلاق الإسلامية وعلم الشاب بذالك ورغم هذا بقي بها متمسك بل وصل الحد أنها فرضت عقليتها الغربية في مجتمعنا وصارت تكلم الشاب هاتفيا وتختلي به وووو.......
نصح الشاب بالتخلي عنها لأنها صورة مطابقة لأمها وأن تفكيرها ليس تفكيرا عربيا وسبحان الله والد الفتاة نصح الشاب بالتخلي عنها لأنها لا تصلح لتكون له زوجة .....
الشاب هدد الفتاة بأنه سيقطع كل علاقته بها
استعملت سلاح الأنثى بكاء مر وترجي بأن لا يتركها وإن تركها ستنتحرأستعطفت قلبه العربي .........
الشاب لحد الآن مصر رغم كل ما سمع عنها ورأى من انحراف وسوء الأخلاق ....والأمر متوقف على هذا الحال ....
لهذا أخواتي الكريمات :
طرحت هذه المشكلة لنناقشها بكل واقعية بعيدا كل البعد عن العواطف

-1ما رأيكن في الزواج بالغربيات تؤيدين أم تعارضين ؟
-2ما هي الأسباب التي جعلت شبابنا يقبل على الزواج بالغربيات؟
-3 كيف نحد من هذه الظاهرة ونتصدى لها ؟
-4ما رأيك في زواج هذا الشاب من الفتاة الجزائرية والنرويجية الأصل
هل في زواجها مصلحة وهي انتشالها من مجتمع غربي فاسد وكسبها لتقبل أكثر على الإسلام أم أن الزواج بها يعد مغامرة ومقامرة ونفس الأمر سيتكرر كما حدث مع والدها الجزائري وأمها النرويجية ؟
-5نصيحة لشبابنا المهاجر لقلب أوروبا ؟
-6نصيحة لأولياء الأمور بخصوص المغالاة في المهور ؟

هذا وأستغفر الله لي ولكن وأساله تعالى أن يهدي شبابنا ويزرع القناعة في قلوبهم وأن يبصرهم بالحق وأن لا تغرهم زينة الدنيا وبهرجتها الكاذبة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليك

بقلم :أم حازم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق