الخميس، 22 مارس 2012

مدح حسان بن ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم وهجائه لمشركي قريش

السلام عليكم أخواتي الكريمات نواصلنا رحلتنا الشعرية لندخل من باب آخر باب واسع حوى فطاحلة الشعر العربي الأصيل والهادف والذي خدم الإسلام وكان صارما بتارا في وجه المشركين

في تاريخ الشعر العربي عدد من الشعراء الفحول لا تنحسر عنهم دائرة الضوء، فأسماؤهم دائما بارزة في قوائم المبدعين ووجودهم ساطع متألق لا يخبو وميضه مع حركة الزمن،ولا تنقصف أعواده من مهب الريح والأعاصير.
ويبرز من بين هذا الوجود الشامخ،والحضور المتوهج حسان بن ثابت الأنصاري، لا باعتباره طاقة شعرية هائلة فحسب، بل باعتبار انه شاعر استطاع في مرحلة من مراحل حياته أن يوظف هذه الطاقة لتؤدي دوراهاما

وبلا شك أجل وأعظم دور قام به شاعر في تاريخ الشعر العربي كله.
وهل هناك ما هو أشرف وأعظم من الدفاع عن الإسلام، والوقوف إلى جانب النبي عليه الصلاة والسلام في مواجهة الشرك والوثنية، وتأييد الدعوة التي جاء بها رسول الله لتخرج الناس من الظلمات إلى النور، والإشادة بما تنطوي عليه من قيم إنسانية عليا، والتغني بانتصارات المسلمين على طريق نشر الدعوة الإسلامية ورثاء شهدائهم الأبرار، وهل يمكن أن يعمل إنسان شاعرا كان أو غير شاعر لغاية أشرف من هذه الغاية؟





تعريف الشاعر :

حسان بن ثابت من أهل المدينة ينحدر من بيت شريف من بيوت الخزرج، وينتمي إلى بني النجار أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أبوه فهو ثابت بن المنذر الخزرجي من سادة قومه، ومن أشرفهم، وأما أمه فهي الفزيعة بنت خنيس بن لوزان بن عبدون وهي أيضا خزرجية.

وحسان بن ثابت أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام، ولد بالمدينة، ونشأ في الجاهلية، وعاش على الشعر، فكان يمدح المناذرة والغساسنة، وبالغ في مدح آل جفنة من ملوك غسان فأغدقوا عليه العطايا، وملأوا يديه بالنعم، ولم ينكروه بعد إسلامه فجاءته رسلهم بالهدايا من القسطنطينية، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أسلم حسان مع الأنصار، وانقطع إلى مدحه والذود عنه، وأصبح الشاعر المنافح عن دين الإسلام، فاشتهر بذلك ذكره، وارتفع قدره، وعاش ما عاش موفور الكرامة مكفي الحاجة من بيت المال حتى توفي سنة 54 للهجرة بالغا من العمر مائة وعشرين سنة، وقد كف بصره في آخر أيامه.

مدح حسان بن ثابت للرسول صلى الله عليه وسلم وهجائه لمشركي قريش



عفت ذات الأصابع فالجواء** إلى عذراء منزلهاخلاء
ديارمن بني الحسحاس قفر ** تعفيها الروامس والمساء
وكانت لايزال بهاأنيس ** خلال مروجها نعم وماء
فدع هذا ولكن من لطيف ** يؤرقني إذا ذهبالعشاء

لشعثاء التي قد تيمته ** فليس لقلبه منها شفاء
كأن سبيئة من بيت راس**يكون مزاجها عسل وماء
على أنيابها أو طعم غض ** من التفاح هصّرهالجناء
إذا مالا شربات ذُكرن يوما ** فهن لطيب الراح الفداء

نوليها الملامةأن المنا** إذا ماكان مغث أو لحاء
ونشربها فتتركنا ملوكا** وأسدا ماينهن هنااللقاء
عدمنا خيلنا أن لم تروها ** تثير النقع موعدها كداء
يبارين الأعنةمصعدات ** على أكتافها الأسد الظماء

تظل جيادنا متمطرات ** تلطمهن بالخمرالنساء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا** وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروالجلاد يوم** يعز الله فيه من يشاء
وجبريل رسول الله فينا ** وروح القدس ليس له كفاء

وقال الله قد أرسلت عبدا** يقول الحق أن نفع البلاء
شهدت به فقومواصدقوه ** فقلتم لا نقول ولا نشاء
وقال الله قد يسرت جندا ** هم الأنصار عرضتها اللقاء

لنا في كل يوم من معد ** سباب او قتال او هجاء
فنحكم بالقوافي منهجانا** ونضرب حين تختلط الدماء
الا ابلغ ابا سفيان عني ** فأنت مجوف نخبهواء
بأن سيوفنا تركتك عبدا** وعبد الدار سادتها الإماء

هجوت محمدا فأجبتعنه** وعند الله في ذاك الجزاء
اتهجوه ولست له بكفء** فشركما لخيركماالفداء
هجوت مباركا برا حنيفا ** امين الله شيمته الوفاء
فمن يهجوا رسول الله منكم** ويمدحه وينصره سواء

فإن ابي ووالده وعرضي ** لعرض محمد منكم وقاء
فإماتثقفن بنو لؤي ** جذيمة ان قتلهم شفاء
أولئك معشر نصروا علينا** ففي أظفارنامنهم دماء


وحلف الحارث بن أبي ضرار ** وحلف قريظة منا براء

لساني صارم لاعيبفيه ** وبحري لاتكدره الدلاء
وأحسن منك لم تر قط عيني** واجمل منك لم تلدالنساء
خلقت مبرأمن كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء




مناسبة القصيدة:

في السنة السابعة من الهجرة عُقِد صلح بين رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش على أَن يدْخُل المسلمون مكةَ للحج بعد عام. ولكن قريشاً نَقَضَتْ هذا العهد فجهز الرسولُ صلى الله عليه وسلم جيشاً قويًّا لمحاربةِ المشركين وفتح مكة. ولما كان الشعر في العصور القديمة وسيلة الإِعلام العامة. نزل ميدانَ الحرب واستخدمته الأطرافُ المتحاربةُ وأمر الرسُولُ صلى الله عليه وسلم به فقال: " اهجُهُم يا حسانُ فإِن شعرك أَشدُّ عليهم من وقع السيوف " لذلك انْبرى حسان بنُ ثابتٍ رضي اللّه عنه يهْجُو قريشاً ويُشِيدُ ببطولة المسلمين من الأنصار والمهاجرين وبشجاعتهم ويعلن تصميمهم على قتال المشركين وفتح مكة ما لم توافق قريش على دخول المسلمين مكة وأدائهم العمرةَ ، ويرد على أبي سفيان بن الحارث الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها
يمدح حسان بن ثابت رضي الله عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم وذلك قبل فتح مكة ويهجوا أبا سفيان المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي احد الأبطال الشعراء في الجاهلية والإسلام وهو اخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاع هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم وهجاء أصحابه ثم اسلم وحسن إسلامه فرضي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان من اخصائه مات بالمدينة وصلى عليه عمر رضي الله عنهم

هناك تعليق واحد:

  1. انث تقرير مذهل لان استاذتي اعطتني 20 علامة زائدة شكرا ايتها المذهلة اتمنى ان تبقي في كل الدروس ارجوكي

    ردحذف