الخميس، 22 مارس 2012

رحلة الإيمان إلى أطهر البقاع (أجمل الذكريات )

السلام عليكم أخواتي الكريمات في منتدانا الغالي

بعد غياب مدته خمسة عشرة يوما ولأول مرة أغيب فيه عن المنتدى وذالك للذهاب لبيت الله الحرام لأداء العمرة ها أنا أعود ومعي مشاعر جميلة وذكريات رائعة لا تنسى وبما أني احبكن في الله ها أنا أسرد لكن بعض ما كان في رحلتي الميمونة

بعد احدي عشرة سنة من زيارتي الأولى لبيت الله الحرام وكل عام ما كلّ لساني وما فترت همتي من الدعاء أن يكتب الله لي عودة مرة أخرى والحمد لله الذي استجاب دعاء وبلغني منيتي

بدأنا للتجهيز للرحلة الموعودة وكلي شوق وسعادة غامرة لا توصف حددنا موعد السفر وبدأت أعد الأيام يوما تلوى اليوم زاد الشوق كلما قرب الموعد

جاء اليوم الموعود يوم السفر ومشاعري مختلطة بين فرحة وقلق وتوتر وخوف شديد ........ الله المستعان
أشرقت شمس ذالك اليوم إشراقه بهية كأنه يوم عيد فقدت فيه شهيتي للأكل وبدأ السباق وتجهيز ما بقي من الأمور

عصر يوم الثالث والعشرون من شهر جمادي الأولى عام 1431الموافقل 08/05/2010مـ هـ اتجهنا نحو المطار الدولي للجزائر العاصمة

تمت كل الإجراءات اللازمة ركبنا الطائرة ربطنا الأحزمة لتقلع متجهة صوب مطار جدة الدولي دامت رحلتنا خمس ساعات كان يغلبنا النوم بين الفينة والأخرى فجرا وصلنا لمطار جدة لنركب الحافلة متجهين نحو المدينة وصلنا لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم التاسعة صباحا لتشرق شمس جميلة في وجوهنا

يا الله...... كم تغيرت ملامح المدينة بعد تلكم الفترة الطويلة بصراحة كأني أزورها لأول مرة

دخلنا الفندق وخلدنا لنوم طويل بعد إرهاق ومشقة السفر

بعدها استفقنا وأخذنا حماما منعشا لنتجه نحو المسجد النبوي
جو رائع رائع وأنا أرى المسجد بوجهه الجديد مضلات جميلة لتخفف من حر الشمس بارك الله فيمن صممها

صلينا المغرب والعشاء خلف الشيخ الحذيفي والشيخ الثبيتي
ويالها من تلاوة .... جو إيماني وسمو روحاني يجعلك تنسي من تركت من أحبة وأهل وعيال فقط البال والفكر هنا في الحرم

بدأ صغيري جابر يجري ويمرح على رخامها البراق وهو يصرخ بأعلى صوته وجد عالما فسيحا جميلا أنساه في الوطن .....

وهكذا توالت الأيام في المدينة بين غدوة وروحة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

في إحدى الأيام رحنا للروضة بعد صلاة العشاء ويا ويلي ماذا رأت عيني من بدع ومنكرات تحدثها النساء هناك من تمسح على الجدران وبكاء وعويل وتعلق بالسواري بل رأيت نساء ربطنا أحزمة بسارية من سواري الروضة ليتسلقن والله الأمر فضيع ورأيت من نزعن خمارهن وهن حاسرات الرأس صراحة قلّ الورع والأدب في بعض النساء وعم الجهل والشرك رغم أن هناك مرشدة جزاها الله خيرا بينت البدع ووضحت السنن لكن لا حياة لمن تنادي

جاء يوم موعود يوم ارتقبته بشغف كبير دعوت الله بكل صدق أن يتحقق لي وتتحقق أمنيتي وهو اللقاء بالغالية سما الفجر

اتفقت أنا وهي قبل السفر ورتبنا للقاء حتى التقينا كنت أسرع في خطاي وهاتفي في يدي سما الفجر أين أنتي ؟؟؟؟ هي تقول أنا هناك انتظرك رحت فوجدتها بين الجموع وعرفت أنها هي رغم أنها كانت تسدل عن وجهها أرشدني الله وألهمني أنها هي رحت لأسألها أنت سما الفجر ؟؟؟؟ قالت نعم

قلت: أنا أم حازم

رحنا إلى ساحة المسجد جلسنا سلمت عليها رفعت سدلها ورفعت سدلي لترى كل منا وجه صاحبتها سلمت عليها بحرارة صلينا المغرب بعدها جلسنا حتى العشاء

لمحت وجهها البهي وابتسامتها المشرقة ونظرتها الخجولة فكانت آية في الأدب والحياء رحت اسلم عليها بحرارة

ثم بقينا ننتظر ضيفة عزيزة ستنظم لهذا الجمع الطيب إنها الغالية شعاع الأمل كنت أضن أن سما الفجر لا تعرف شعاع الأمل وإذا بهما يتعارفا في الجامعة بقيت سما في اتصال مع شعاع الأمل لترشدها لمكان جلوسنا

أخيرا وصلت....

التفتت يمنة ويسرة وأنا واقفة ارتقبها بشغف وإذا بابتسامتها تسبق خطوتها لمحت من بعيد ابتسامتها المشرقة والجميلة وبادلتها ابتسامة عريضة
كانت برفقة شقيقتها الله يحفظهما

هنا اكتمل الجمع ولو أني لم أقنع كنت أود أن تتسع الدائرة لتنظم لركبنا أخريات ومنهن عزي إيماني... سنبلة الخير... الأمل المنشود ... والقائمة طويلة فلتعذري من لم أذكر اسمها وخاصة أملاك الخير التي كنت أتمنى رؤيتها بشغف وكانت جزاها الله خيرا في اتصال مستمر معي

لكن لم نستطع بل لم يقدر الله لنا اللقاء لأنها تسكن في القصيم وهي بعيدة عنا لكن يشهد ربي أنها كانت معي يوميا بمكالمتها ورسائلها وتفقدها وترحابها لي

قالت لي حفظها الله : أم حازم أنت ضيفة في بلدي ومن واجبي تفقدك حتى ولم لم نلتقي.

الله يجازيها كل خير ويكتب لنا بها لقاء عاجلا غير آجل
إذا جلسنا سويا من المغرب للعشاء تبادلنا فيه أطراف الحديث لكن وجدت نفسي أكثرهن كلاما بصراحة لمحت في وجهيهما خجل وحياء فرحت أسترسل في الكلام وأختلق الحديث حتى تندمجا معي لعلي أكسر خجلهما .....ولست أدري هل استطعت؟؟؟؟

هنا الرأي رأي سما الفجر وشعاع الأمل .....

مر الوقت سريعا ونحن نأمل في لقاء آخر في الغد لم ألتقي بسما ولا بشعاع لأن كانت عندهما دراسة

في اليوم الثالث تكرر اللقاء بشعاع الأمل
جلسنا سويا تبادلنا أطراف الحديث واستمتعنا بالوقت سويا

إأتنست بوجودها معي والشيء الذي أعجبني فيها تواضعها وحيائها وصمتها وبكل صراحة هذا ما التمسته في كل من لقيت في المدينة ومكة من فتيات الحدائق كلهن رزينات متأدبات وحييات بارك الله فيهن وزادهن سموا ورفعة وأدبا وحياءا بعد العشاء افترقنا وفي قلبي شيء....

ما استطعت مفارقتها كأني أعرفها وجالستها منذ مدة هكذا هي الأرواح الطيبة النقية الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إأتلف .
 
التقيت مرة أخرى بسما الفجر لكن هذه المرة ليس في الحرم في بل بيتهم تصر على ضيافتنا أيضا رتبنا لذالك ولبينا الدعوة ولأول مرة أدخل بيت سعودي


ماشاء الله تبارك الرحمن كان بيتا جميلا أعجبني كثيرا وأعجبني من فيه من أناس طيبون وكرماء استقبلونا بحفاوة وترحاب حار ووجوه مبتسمة نيرة وعلى رأسهم والد ووالدة سما الفجر حفظهما الله وبارك فيهما وفي ذريتهما وذرية ذريتهما


استقبلونا بالقهوة العربية لأول مرة أتذوقها كان يغلب عليها طعم الهيل لكنها طيبة


بعدها انتقلنا لسفرة العشاء فكان عشاءا لذيذا ما راح أقول لكم ماذا تعشينا حتى تأذن لي سما الفجر


جعلها الله عامرة دوما بالخيرات والبركات وبارك لهم في مدهم وصاعهم


وهكذا مر الوقت سريعا أيضا وهكذا هو حال أجمل الأوقات تمر أسرع ما يكون تبادلنا أطراف الحديث وما صدقت أني مع سما الفجر وفي بيتهم أيضا


كانت كثيرة الصمت كنت أقول لها تكلمي الوقت يمر سريعا فكانت تبتسم


كنت أحفظ ملامح وجهها البهي و أطرق النظر فيه


سألتني والدتها كيف وجدتيها قلت لها والله رسمت لها في مخيلتي ألف صورة


قالت فهل وجدت الصورة الحقيقية؟


قلت لها: تقريبا 80ٌ%


تخيلتها فتاة خليجية بملامحها العربية فكانت كذالك


مر الوقت ليحين وقت المغادرة


نادني أبو حازم لنغادر وفي نفسي رغبة في الجلوس أكثر مع الغالية سما الفجر لكن الوقت ليلا وفي الغد سنتوجه إلى مكة


قمت وأنا أتابعها بنظراتي ولست ادري هل سألقاها مجددا أم لا


سلمت عليها ..... وفي نفسي مشاعر جما وامتلأت عيناي بالدموع لكن تغلبت عليها كي لا تبادلها عيون سما الفجر نفس الشعور



غادرنا وبقيت أنا وهي وشعاع الأمل في اتصال عبر رسائل الجوال


والله كان لقاء جميل ما راح أنساه مادمت على عهدي بالحياة نسأله تعالى أن يكتب لي اللقاء مجددا بهما وبكثيرات من منتدانا الغالي


بعد ظهر يوم الخميس توجهنا إلى مكة لنؤدي العمرة لبس صغيري جابر وشقيقه عبد الرحمن الإحرام فكان شكل جابر أروع ما يكون لكنه كان مع الإحرام في عراك .....


رافقتنا مسيرتنا كلمات التلبية طوال طريقنا نحو مكة تارة نلبي وتارة يغلبنا النعاس وتارة يلهج لساني بالدعاء لكل من أوصاني بالدعاء ما نسيت أخواتنا في المنتدى


وصلنا مكة في العشاء تعبنا كثيرا في الطريق الجو حر لكن الحمد لله نحن في أجر على قد المشقة وكل الصعاب تهون لأننا في شوق لأداء العمرة


دخلنا الفندق ارتحنا قليلا ثم سريعا نزلنا إلى صحن الكعبة لنؤدي العمرة طفنا بها ومع كل طواف لم تتوقف عيناي عن الدموع تملكني شعور بالرهبة وأنا أقابلها مجددا حمدت الله أن بلغني زيارة البيت مرة أخرى وأحسست بجو إيماني شعرت من خلاله أني أحلق في السماء دعوت الله بما كان في نفسي وما مل لساني من الدعاء وهناك أيضا تذكرتكن بالدعاء



طاف صغيري كل الأشواط على قدميه دون أن نحمله بعدها صلينا خلف المقام ثم توجهنا نحو زمزم شربنا حتى ارتوينا بللت رأسي ووجهي


ولما وصلنا للمسعى ما استطاع الإكمال فأركبناه العربة ليتمم ما بقي له


وهكذا أتممنا مناسك العمرة والحمد الله الذي وفقنا لذالك حمدنا الله على إتمام عمرتنا وأن وفقنا لذالك الخير الكبير



بقينا في مكة عشرة أيام نطوف بين الحرم وأزقة مكة


بعد المغرب إلى غاية العشاء كنا نحضر دروس للشيخ العجلان استفدنا منها غاية الاستفادة


كما اغتنمت الفرصة لأجلس إلى سارية من سواري المسجد لأقرأ القرآن


مرت الأيام بين صلاة وذكر وحضور للجمعة للشيخ السد يس حفظه الله صلينا خلف الشيخ معقلي وخالد الغامدي والسد يس وغيرهم حفظهم الله


وما نسيت تلاوة الشيخ الغامدي التي كانت مؤثرة جدا فيها أسكب العبرات واختنق من شدة البكاء



وأيضا كنا نخرج لأزقة مكة ونجول فيها وعبر محلاتها لنختار هدايا للأهل والأولاد

صرت أعرف الريال والريالين والعشرة والألف هههه

وهنا لابد لنا من سياسة التقشف لنوازن بين مصاريفنا من أكل وشرب وشراء

أكلنا الرز البرياني والدجاج على الفحم وأكلنا المسقعة وخبز التميز وشربنا لبن مراعي وغيرها من أكلات لم نتذوقها من قبل كالأكل التركي الشهي والشبيه جدا جدا للأكل الجزائري

( ليس ذالك علينا بغريب )

الشيء الذي أعجبني كثيرا العصائر بمختلف أذواقها ونكهاتها كنا نشرب أكثر مما نأكل من شدة الحر

مرت الأيام في مكة سريعا وبدأنا نعد العد التنازلي لنعود للوطن

كنت في اتصال مع الغالية معنى الحياة لنلتقي

بقي لنا يوم واحد ونغادر مكة

في يوم الجمعة بعد العصر أرسلت لي معنى الحياة رسالة تخبرني أنها في الحرم أمام باب الفتح وأنا كنت بعيدة جدا كنت في مجلس الحريم حيث يلقي الشيخ العجلان دروسه( طريق الصفا )

أنا لا أعرف المسالك جيدا لهذا لم أستطيع الذهاب كلمت أبو حازم فقام من مجلس الشيخ ليأخذني إلى باب الفتح

( فتح الله عليه دنيا وأخرى )



كلمتها في الهاتف قلت لها معنى الحياة أنا وصلت أنا أمام باب الفتح صغيري جابر معي

قالت : أم حازم التفتي خلفك أنا وراءك استدرت وإذا بي ألمحها دخلنا وأخذنا مكان نجلس فيه أيضا رفعت عن سدلها ورفعت كذالك لنرى وجوه كانت تتراسل عبر النت وها هي اليوم تلتقي لترى بعضها البعض رأي العين

سبحان الله مقدر الأمور ومجري السحاب أمره بين الكاف والنون وإذا أراد أمرا قال له كن فيكون

أذكر مقولة قالتها لي شعاع الأمل ونحن في المسجد النبوي

قالت : أم حازم آخر وحده كنت أتوقع ألقاها لأنها بعيدة جدا وإذا بي ألقاها ولم ألقى من هن معنا في المنتدى ويسكن في نفس المنطقة بل وندرس في نفس الجامعة

لا إله إلا الله ..... لايعجزه شيء له الحمد والشكر على نعمائه.

إذا جلست مع معنى الحياة فقلت لها كيف حالك يا سفيرة الشعر ويا طالبة الأدب كما اعتدت تسميتها ومداعبتها في المنتدى ....

ابتسمت ابتسامة كبيرة كأنها تقول لي : أنت بهذا تؤكدين لي أنك فعلا أنت أم حازم

وفعلا هذا ما قصدت تكلمنا وأيضا صمت يخيم عليها أستنطقها لأسمع كلماتها العذبة الجميلة وصوتها الهادئ فكانت تنصت أكثر مما تتكلم وهذا ما زاد من حيرتي نفس الشيء مر مع سما الفجر ومع شعاع الأمل بالله عليكن أعطوني سر ذالك ههههه وسببه

ربما هي دهشة اللقاء وكيف تحقق الحلم

الحمد لله الذي يسر الله لنا ذالك اللقاء الجميل الذي حملت أجمل صوره معي في كل خطوة كنا نخطوها لتجهيز حالنا للعودة للديار

بعد العشاء جاء شقيق معنى الحياة (الصغير) حفظه الله ليخبرها أن والدها ينتظرها للذهاب

قلت لها ستذهبين !!!! كأني لا أريد ذالك ...

قالت أجل افترقنا على أمل اللقاء وسلمنا على بعضنا البعض وفي النفس مشاعر كل منا يعرف ترجمتها

في رحلتي هذه كانت لي ذكريات جميلة أخرى ولقاءات مع أخوات لنا في الله من جنسيات عدة التقينا وتحدثنا وتبادلنا وجهات النظر

جلست مع أخوات من الهند وباكستان كان التواصل معهن بالحديث صعب ولكن الحمد له كانت بيننا فتاة صغيرة تحسن الانجليزية كانت تترجم حديثنا الله يحفظها كانت ماهرة وذكية وصورتها ما فارقت خيالي الله يحفظها ويبارك فيها

ولي طرفة مع عجوز هندية صارت تعرفني جيدا أينما جلست تأتيني

وتعرف زميلاتها علي بل وتجلسني معهن رغم أن صعب التواصل معهن لكن كنا نتبادل النظرات والإشارات يا ليت كنت أتقن كل لغات العالم لأتواصل مع كل الناس ولكن الحمد لله الانجليزية كانت حلا مناسبا ومفتاحا للتواصل

كنا نتواصل بالإشارة ورأت شقاوة جابر وحركته فكانت تخيفه وتأمره بالهدوء والحمد لله كلما أتعبني قلت له اهدأ قبل ما أنادي الهندية ههههه

أيضا جلست مع ثلة من أخوات طيبات كنا مجموعة فيها مصرية وعراقية وليبية وتونسية وأم حازم الجزائرية تبادلنا أطراف الحديث فكان حديثا شيقا وممتعا فيه تحدثنا عن جراح أمتنا ودعونا لها بالخير والعافية وأن يوحد الله شملها وصفها

أيضا التقيت مع تركيات وكنا نتواصل بشق النفس بلغة الإشارة
والتقيت بعراقيتين في العقد الخامس من العمر وقد بدا الحزن على محياهما
حدث صغيري جابر إحداهما قال لها : أنا عندي هامر عندك إنتي هامر ؟؟؟؟؟

يقصد سيارته الصغيرة فرحان بها

قالت: أجل يا ولدي عندنا في العراق الكثير الكثير منها للجنود الأمريكان ..... ثم
بادرتني بالسؤال من أين أنت ؟؟؟

قلت من الجزائر قالت هلا بأهل الجزائر وقلت لها أنتما من العراق قالت نعم وكان ذالك باديا من لهجتهما قلت من وين من العراق ؟؟؟؟
قالت من صلاح الدين حيث ولد صدام حسين

قلت لهما من تكريت ؟؟؟؟
ابتسمتا وقالتا نعم نعم تعرفي تكريت
قلت لها أجل وأعرف العراق ونحبها ونحب أهلها الطيبين
من خلال حديثي معهما عرفت أنهما من أهل السنة وللتأكيد سألتهما فقالتا أجل

قلت لها كيف هي العراق اليوم ؟؟؟

نحن نسمع أن العدو الأمريكي سيرحل من بغداد قريبا إن شاء الله

قالت والله لا يهم لأننا عرفنا هدف مجيء الأمريكان للعراق هدفه هو نفط العراق لكن هناك عدو أخطر وأشد فتكا بنا من الأمريكان

قالت إنهم الرافضة الذي يذبحون ويقتلون أولادنا نهارا جهارا دون ذنب
تخيلي يمشون في الطرقات وينادون بأسماء هكذا وبقصد

ينادون بأعلى أصواتهم .... عثمان .... زيد .... عمر

فيلتفت من كان هذا اسمه فيسرعون إليه ويأخذونه ويقتلونه

لأنه سني ومعروف ذالك من خلال اسمه

وبدأتا تسردان جرائمهم الماكرة في حق أهل السنة من العراق

قالت يقطعون علينا الكهرباء ويمنعون أولادنا من إكمال الدراسة

بل يقتلونهم أشد التقتيل حتى صرنا نخبأهم في البيوت

ثم أرتني صورة زوجها وابنها اللذان فقدتهما (ماتا )

قالت: والله لم يفعل فينا الأمريكان ما فعلته فينا الرافضة
الأمريكي عندما يدخل بيت عراقي يقول : السلام عليكم
فرضنا عليه لغتنا واحترامنا فصار لا يقتحم إلا بسب

أما الرافضة لهم من الله ما يستحقون أشد مكرا

قالت والحسرة تعلو وجهها وعيناهما متحجرتان بالدموع
حضارة العراق راحت يوم راح صدام

انهارت حضارتنا وصرنا لقمة سائغة
وطال الحديث وكان هذا الحديث قد أثر في كثيرا وما نسيته

وأعتبره شهادة حية


قلت لها والله ما نسينا العراق وأخبرتها بموضوعي الذي كتبه في المنتدى (أنسينا العراق أم صار خبرا على الأوراق )
http://hadaeeq.nqeia.com/vb303/showthread.php?t=64260

قلت لها :

العراق وفلسطين هما عينا الأمة التي تنظر بهما ولا نستطيع أن نفرط في أي عين منهما

شكرتني وسعدت بالحديث معي وطلبت مني بريدي الالكتروني (الإميل ) للتواصل

امرأتان مسنتان وتعرف لغة النت لأن بصراحة الشعب العراقي شعب مثقف وكله يحسن القراءة نسبة الأمية عندهم 1%

لك الله يا عراق ويا فلسطين
جراحنا لم تهدأ حتى تنعما بالأمن والاستقرار
وعد من الله والله لا يخلف وعده ...


أخواتي الكريمات ربما أطلت في الحديث ولو أن في نفس كلام كثير

في رحلة ميمونة لأعز وأطهر البقاع عشت جوا إيماني لا يوصف أحسست أني من الله قريبة ....

آخر يوم طفنا طواف الوداع

وزادت دموعي انهمارا أحقا سنودع مكة ولا ندري متى الرجعة هناك ألححت أكثر في الدعاء أن لا يحرمنا الله العودة وأن يكتب لي فيها حجة
حملنا متاعنا متجهين إلى مطار جدة ركبنا الطائرة حوالي الثانية ليلا بتوقيت السعودية وفي النفس مشاعر ممزوجة بين الفرحة للعودة للوطن والأهل والأولاد وبين حزن لفراق أطهر البقاع

مر شريط الذكريات بمخيلتي وأنا في الطائرة فور ركوبي اغتنمت ما بقي لي من رصيد لأرسل رسائل لأخواتي الغاليات سما الفجر شعاع الأمل معنى الحياة أملاك الخير مخبرة إياهن أني في الطائرة وسلمت عليهن ما شعرت بالجموع من حولي وكأني وحدي في الطائرة مشغولة بكتابة الرسائل

وصلت الطائرة لمطار الجزائر السابعة صباحا لتشرق شمس العودة استقبلنا حازم في المطار كم كنت متشوقة لرؤيته وباقي إخوته سلم علي بقوة واحتضن أخاه عبد الرحمن وكله سعادة غامرة

استقبلتنا في البيت الوالدة الغالية بأحضانها الدافئة وشقيقتي المصونة وابنتي المحبوبة سيرين فكانت فرحتهم بعودتنا سالمين غانمين لا توصف

هنا حط مركب قلمي ليتوقف عن سرد ما جاء في رحلتي ويعتذر من ذكريات أخرى لم يستطيع تدوينها ليس عجزا إنما خشية الإطالة أكثر

في الختام أسأله تعالى باسمه الأعظم ووجه الكريم وسلطانه القدير أن يتقبل منا ويتجاوز عنا تقصيرنا في حقه وأن لا يحرمنا وأن يتقبلنا في زمرة عباده التائبين العائدين وأن يكتب لنا عودة ميمونة لأطهر البقاع ولعلها حجة ولعلها هذه السنة وما ذاك عليه بعزيز


شكرا لكل من قرأت حروفي وصبرت وصمدت لآخر كلمة
تحية تقدير وشكر وعرفان لكن جميعا


تم تدوين هذه الذكريات الجميلة يوم
الأربعاء 20جمادي الثانية 1431هـ
الموافق لـ 03/06/2010مـ
حصريا لمنتدى : حدائق الخير




هناك تعليق واحد:

  1. يااااه ما أجملها من ذكريات ..
    والأجمل القدر الذي ساقني لمدونتك ياغالية فجأة وجدت نفسي هنا
    لقد اشتقت إليك غاليتي أم حازم ولحدائقنا وشعاع الأمل التي انقطعت جميع وسائل الانصال بها ولم نعد نعرف عنها شيئ
    اسأل الله أن تكون بخير وأنت كذلك عزيزتي

    أختك ومحبتك المشتاقه إليك :
    أم حمودي ( ساره )

    ردحذف