الاثنين، 27 يونيو 2011

رسالة تخترق الجدران ( ستعود لي بني )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين ابدأ نسج لحاف أحرف الحزينة وأي الألوان سأختارها له
أكيد اللون الرمادي هو المناسب له ولكن خاتمة اللحاف ستكون لونا ورديا يتوج جوانبه ليغطي على الكآبة التي طغت على اللحاف إن شاء الله
غصة وعبرة تخنقني قيد يطوقني حزن يلفني وبعد يؤرقني
آه.... ما تخفيه لنا الأيام من محاسن ومساوئ وما يخبئه الغد من مواجع وفواجع
أيها المنفلوطي أشاركك وصفك للغد حين قلت :
الغد شبح مبهم يتراءى للناظر من مكان بعيد فربما كان ملكا رحيما وربما شيطانا رجيما بل ربما كان سحابة سوداء إذا هبت عليها رياح باردة حللت أجزاءها وبعثرت ذراتها فأصبحت كأنما هي عدم من الإعدام التي لم يسبقها وجود
الغد بحر زاخر يعب عبابه وتصطخب أمواجه فما يدريك إن كان يحمل في جوفه الدر والجوهر أو الموت الأحمر
لقد غمض الغد عن العقول ودق شخصه عن الأنظار حتى لو أن إنسانا رفع قدمه ليضعها في خروجه من باب قصره لا يدري أيضعها على عتبة القصر أم حافة القبر
الغد صدر مملوء بالأسرار الغزار تحوم حوله البصائر وتتسقطه العقول وتستدرجه الأنظار فلا يبوح بسر من أسراره إلا إذا جاءت الصخرة بالماء الزلال

لم أكن أتخيل أن غدي سيكون بهذا الحجم من الحزن
مثخنة بالأحزان أنا مضرجة بالهموم كلي أحزان أتنفس الحزن وأغوص فيه وأبحر فيه وألتحفه عند النوم وأستصبح عليه بعد النوم
قد أبدو غريبة وجد متشائمة لكن كلا ورب الكون لست كذالك لكني حزينة هي الحقيقة التي دفعتني لأكتب أحرفي الحزينة وأصرح بوجع زاد من حدة الألم وما الشكوى إلا الله لكن وجدت في الكتابة متنفس آخر بل وجدت في القرب من الله متنفسي وسلوتي فالحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
ما أعذب التزلف والتذلل بين يدي الله ما أجمل الخلوة بين يدي الله وما أشرف ذاك الوقت حين

ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له


أتدرون ما سبب حزني وتعاستي .....
أكيد الكل يريد معرفة ذالك لعل قارئ حرفي يذكرني عن ظهر الغيب بدعوة صادقة ترفع لرب الأرباب ليكون بعدها فرج به تنجلي محنتي ويتبدد حزني
ما استسلمت للحزن ولا وهنت لكن علمت أن كل شيئي يولد صغير ثم يكبر إلا الهم يولد كبير ثم يصغر
أملي في الله كبير أن تنفرج أزمتي ويفارقني حزني وتعود إشراقة الابتسامة لمحياي ويشع وجهي بعد شحوب كساه
بني أنت سبب حزني وهمي وغمي بعدك أرقني أوجعني ما طقت عن بعد صبرا ليس الذنب ذنبك ولا ذنبي إنها مشيئة الله وإرادته
أمر وتمر محبوبي بابتلاء عظيم فصبرا بني سينجلي ليلك وستكشف كربتك وستشرق سمشك من وراء جدران فولاذية
ستخترق الشمس كل الحواجز لترسل لك رسالة شوق من آمك التي أتعبها البعد والتي لم تنساك في جوف الليل بدعوة صادقة
سهام الليل لا تخطأ بني لهذا نم مطمئن لنا رب يعيد للمظلوم حقه ويكسر قيد الأسير ويجمع الشمل من جديد
عذرا أيها القارئ لحرفي كلماتي مبعثرة ترتيبي للكلمات فوضوي لأن فكري مشتت قصدت من الكتابة هنا استفراغ ما بي من ألم ولعلي أظفر بدعواتكن
كتبتها بدموع الأم ...............

بقلم : أم حازم الجزائرية
عشاء يوم : الثلاثاء26-رجب -1432هـ
الموافق لـ :27-06-2011مـ