طفلي يطالبني بقصة ( تعالي نحكي لهم )

السلام عليكم اخواتي الكريمات



عندما يريد الطفل أن يأوي إلى فراشه ويستريح جسده الصغير من حركة اليوم التي أتعبته يطالب أمه بقصة ليسبح فيها خياله الواسع ويجول عبر فصولها الجميلة لتأخذه غفوة النوم ويخلد ويستسلم له دون ما يشعر
لهذا نجد أن القصة أصبحت جزءا من حياة الطفل وتعتبر طريقة التواصل بين الأم أو الأب أو الجدة والجد مع الطفل .

من خلالها يتقرب منا أكثر فنجده يتشبث بمن يحسن إمتاعه بسرد قصة مشوقة وبأسلوب فعال منسجم بين نبرة صوت وحركة الوجه ودعابة اليد
فسرد القصة للطفل يحتاج عدة عوامل مشتركة كي ينجح القاص في ملك خيال الطفل وكسب وده وحسن التقرب منه كي يجعله يعيش فعلا الحدث ويبحر معه في عالم جميل سيرسمه الطفل بخياله الواسع والجميل
فالصوت الحاني والصوت الغاضب والصوت المضحك كل هذه الأصوات تجذب الطفل لمتابعة أحداث القصة ويستعمل كل صوت حسب حجم الحدث في القصة ونوعه .

مثلا عندما نسرد له قصة الذئب وقدومه نحو الخراف هنا نستعمل صوتا فيه تخويف فيفتح الطفل عينيه ويمسك بثياب القاص وكأنه أصبح وسط الخراف. لكن عزيزتي الأم حذار تبعث الرعب في قلبك ابنك

وعندما نحكي له عن جحا وغبائه هنا نستعمل الصوت المضحك فيضحك الطفل بملأ فيه على جحا المسكين

ولا ننسى أسلوب التشويق بحيث نتوقف برهة من الزمن عند سردنا للقصة فيزداد شوق الطفل للمتابعة فيترجانا لنواصل وهذا يدل على مدى اهتمامه وحسن متابعته هنا اغتنمي فرصتك في اختيار أحسن القصص وأصدقها .

لأن القصة ستبقى عالقة في ذهن الطفل طيلة عهده بالحياة كي يرويها هو أيضا لأبنائه كما نفعل الآن .

كم وكم من قصة رسخت في أذهاننا ونحن صغار ومازالت مسجلة في دفتر الذكريات الجميلة حين كنا نجتمع بالجدة العزيزة كي تروي لنا قصة
كانت أياما جميلة لا تنسى .

ولتعلمي عزيزتي الأم أن القصة توسع مدارك الطفل وتزيده ثقافة وتزيد من محصوله الفكري وتضم إلى دفتره كلمات جديدة لم يسمعها من قبل وسيحفظها عن ظهر قلب .

جربي ذالك بأن يروي لك هو القصة في الغد .......

واغتنمي الفرصة أيضا لطرح أسئلة عليه كي تقيسي درجة متابعته لك وامنحي له فرص كي يطرح عليك أسئلته لكن حذار من الهروب من الأجوبة كوني معه صريحة لكن صراحة معقولة وحسب سنه لأنه قد يحرجك بأسئلة تودين الهروب منها فقط هنا يحتاج الأمر منك ذكاء وحسن الإجابة وبدهاء وحسب عمره ومستواه ......
وهنا أود أن أشير لأمور مهمة جدا لا يجب أن نغفل عنها

-1أعمار الأطفال والقصص المناسبة لكل عمر
-2الصدق والأمانة في توصيل المفاهيم للطفل
-3القصة الممتعة والصادقة
-4القصة الخيالية لكن التي لا غش فيها ولا كذب المهم فيها عبرة وعظة
-5أن تكوني عند حسن ضن طفلك بك فلا تروي له قصة هادفة وتخالف أنت ما له قلت كأن يبدو منك تصرفا مخلا أو يكشف عنك كذبا حذار
فالطفل سيحاسبك ولن يسمع لك مجددا بل سيعاقبك بفقد ثقته فيك

وهنا أحببت أن أعطي لك أعمار الأطفال وما يناسبهم من القصص حسب تجربتي وما استخلصته مع أطفالي

الطفل في السن الثالث إلى غاية الثامنة

سيطالبك بقصص مشوقة ومسلية فيها كلمات بسيطة يحب قصص الحيوانات ويريد أن يتعرف على أسمائهم
يحب قصص التي فيها المغريات كالسكاكر والحلويات والألعاب
يريد قصص تحكي عن أطفال صغار ما عرفوا طعم الحنان ستجدينه يتألم ويصل به الحد للبكاء
أذكر حين كان طفلي البكر في عامه الثالث رأى قصة لدب صغير فقد أمه في الغابة وبدأ يبحث عنها وما وجدها
بدأ الدب يبكي وبكى معه طفلي وقال : أمه .... أمه
يعني إنه يبحث عن أمه
يريد الطفل أن يستمتع بالطبيعة وذالك بحكايات جرت وسط غابة جميلة
فيها مروج ووديان وتل وجبال وكوخ من خشب وورد وعصافير وخراف

الطفل في العام التاسع من عمره لغاية السادسة عشر

يريد قصص فيها مصداقية أكثر بعيدة عن الخرافات وقصص الغابة التي تروى للصغار لأنه بدأ يشعر انه صار اكبر و لا يستطاع التحايل عليه بقصة أكل عليها الدهر وشرب
يعني يريد قصة حدثت فعلا سواء مما يحيط به في مجتمعه أو مري بها القاص في حياته وكانت له تجربة كبيرة استفاد منها أو ندم لما وقع له فيها
وأيضا في هذا السن الغالب يبحث الطفل عن قصة مسلية فيها دعابة ونكت ليتسلى وهنا أيضا اغتنمي الفرصة لتوصلي له فائدة وحكمة حتى وهو يضحك
وفي هذا السن بدأت مدارك الطفل تتسع فلا نملأ فكره بحكايات مسلية ومضحكة فحسب بل نغتنم الفرصة لنوصل له أحسن القصص مما جاء في القرآن الكريم من قصص الأنبياء وأقوام كانا لنا منهم العبر والدروس وفي الأثر ومن حياة التابعين وممن سطروا أسماء لامعة في تاريخ الأمة الإسلامية من الفتيان والغلمان في مثل سنه هذا مهم جدا لنوصل أجمل وأسمى وأنبل المعاني عبر قصة مفيدة
وهذا مما التمسته من الطفل في هذا السن إذ أنه يبحث عن القصص التي فيها أهوال القيامة وكيف ستكون نهاية العالم

أما في السن التاسع عشر :

يميل إلى القصص الجدية أكثر والتي فيها المغامرة والتطلع للأمام دوما والإبحار في هذا العالم الفسيح وتجربة الصعاب خاصة قصص الغربة والمغتربين وهل نجحوا في مسيرته للتطلع لما وراء البحار أم صاروا فريسة للقرش والحيتان .

ويبحث عن كل قصة فيها سر مخبأ يريد أن يتطلع لكل ما هو خفي عنه ليكتشف خبايا مستورة في عالم أكبر منه سنا
يهمه كل ما هو أكبر منه بل ياستهويه ويزيد من فضوله والبحث عنه ويسعد كل السعادة عندما يحدثه الكبار عن انشغالاتهم وقصص تمر بهم في حياتهم اليومية ( مع حدود الأدب والخلق وبأسلوب التلميح والكشف الخفيف عن قوم زلت بهم الأقدام ووقعوا في حمئة الرذيلة وأصابتهم الأمراض الفتاكة والمستعصية بسبب تمردهم على الفطرة النقية التي خلق عليها البشرية هذا مهم جدا نحو ثقافة جنسية بكل أدب وحياء وبعيدة كل البعد عن الجهل والتجاهل لهذا الجانب الحساس من حياة البشر والذي اخذ منحنى مغلوط فيه فتهدمت كثير من القيم وماجت البشرية في أمراض جنسية ما زالت بعبع يهددها بالفناء والأمراض النفسية )
أيضا يحب قصص البطولات والشجاعات لمن سبقه أو لمن يواكب عصره
أو حتى في العصور التي خلت كأن يسأل عن المعارك والحروب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته
كما سألني ابني عن قصة اليرموك أو عن الحروب العالمية التي مرت بها البشرية من قبل


وهنا أحببت أن أوضح نقطة مهمة وهي اختلاف وجهة نظر الفتاة والفتى حول القصة

قد يشتركان في كل ما سبق ذكره وقد تكون للفتاة وجهة أخرى وميول آخر نحو القصة

اختلاف ميول الفتاة عن الفتى في اختيار القصة

فالفتاة في سن الرابعة إلى غاية العاشرة:
تحب القصص المصورة الأنيقة التي تحكي عن الجميلات والأميرات وعن البائسات الحزينات اللواتي عانين المر وكابدنا المشاق وهن في ربيع العمر
وعن فتيات تجاوزن المحنة وعشنا حياة سعيدة وانتصرنا على الظلم والشر
أما الفتاة في السن الرابع والخامس عشر وما فوق :

تميل لقصص جدية أكثر من الواقع الملموس والتي فيها الحزن والمأساة ولكن في النهاية ترسم وتحلم للقصة بنهاية سعيدة
وتميل الفتاة غالبا في هذا السن للروايات العاطفية والرومانسية والتي ترسم لها فارس الأحلام الممتطي على الجواد والذي يتسم بوسامة وشجاعة ....
هنا عزيزتي الأم اقتربي أكثر من فتاتك أشبعيها عاطفة حاصريها بحبك وحنانك لا تدعي لها فراغا روحيا ودائما وجهيها واحكي لها قصص فعلا حدثت لضحايا حب زائف ومن عانين نتيجة عواطف كاذبة حتى لا تزل قدمها وتتيه في الدروب المعوجة وتكون فريسة للذئاب البشرية والعياذ بالله

هذه مجرد تقديرات مما استخلصته من ميول أبنائي للقصة وأكيد كل أم لها مقاييس أخرى مما اكتشفته في أبنائها في هذا المجال الواسع
وهنا أغتنم الفرصة لأشير إلى قصص هادفة

للصغار :
الراعي الصغير
ثمرة الشهامة
الكروان المغرور
حوض السمك
الثعلب والدجاج
هاني وسلة الفاكهة

للفتيان:
-1قصص من القرآن لأبي إسحاق الحويني
صحيح قصص الأنبياء : لابن كثير رحمه الله
سلسلة أحسن القصص للفتيان :عادل فتحي عبد الله
سلسلة الإيمان بالغيب رائعة جدا فيها أخبار اهوال القيامة والأطفال عندهم شغف كبير لسماعها للمؤلف : مجدي فتحي السيد
كليلة ودمنة لابن المقفع

وللفتيات:
أتمنى أن تطلع كل أم على كتاب ضحايا الحب لصاحبه يوسف الحاج أحمد
ومنها تروي لابنتها قصص تتفطر لها الأكباد مستوحاة من واقعنا المعاش
وأيضا تختار لها أجمل الروايات وأصدقها والبعيدة كل البعد عن العواطف المتأججة
وأيضا انصح بكتاب : سلسلة نساء عظيمات عبر التاريخ حمدي شفيق
موسوعة القصص الواقعية للمؤلف : محمد السيد الخولي

وهنا أخواتي الكريمات أضع بين أيديكن هذه الروابط لقصص من القرآن الكريم بالصوت والصورة جربتها مع أبنائي فشدت انتباههم

قصة أصحاب الاخدود


للتحميل

للتحميل

للتحميل

للتحميل

وفي الأخير تعالي عزيزتي الأم نتبادل القصص المفيدة لنرويها لأبنائنا

والمطلوب من كل أخت كريمة تمر هنا أن تضع لنا قصة مختصرة ومفيدة لنضمها إلى رصيدنا
بعدها نجمع كل القصص في موضوع واحد لتكون موسوعة جميلة ومصدر لنا جميعا
وفي الأخير تمنياتي لكن بالتوفيق والسداد في تربية جيلا ربانيا بعيد كل البعد عن الخرافات والأباطيل والأساطير التي لا تمت لديننا ولا لقيمنا بصلة لننشأ جيلا متمسك بأصالته ومبادئ دينه .

لا تنسي أن تروي لطفلك قصة ...

الموضوع بقلم وجهد أم حازم
السبت 01ربيع الأول 1431هـ
الموافق لـ :13فبراير 2010مـ
حدائق الخير

نقل الموضوع مسموح به شرط ذكر المصدر والله عليم خبير